رد الجامعة على بعض التعليقات السلبية الواردة في صفحات التواصل الإجتماعي

    على اثر ما ورد في بعض صفحات التواصل الإجتماعي من ملاحظات بخصوص عدم دعم الجامعة للنوادي والجمعيات بالكرات الحديدية ومنع تشريك أصناف الشبان في الدورات مما أصبح يهدد بتقلص أصناف الشبان في رياضة الكرة الحديدية في بلادنا، هذا إلى جانب التشكيك في العمل الكبير للجامعة طيلة السنوات الأخيرة متعللين بالنتائج المحققة خلال التسعينات أي التي حققها أبطال الجيل السابق على غرار المرحوم محمد الفرجاني والأخوة العقيلي وغيرهم.

    وفي إطار حق رد الجامعة على هذه الملاحظات السلبية التي تبين مدى عدم إطلاع أصحابها على الواقع وعدم معرفتهم للدور الأساسي للجامعة في المجال الرياضي كباقي الجامعات الوطنية في الرياضات الأخرى، إليكم بعض التوضيحات المتعلقة بالملاحظات المذكورة سابقا.

    ما يجب معرفته أولا، أن الجامعة التونسية للكرة الحديدية هي هيكل رياضي مسؤول على الإشراف على رياضة الكرة الحديدية باختصاصاتها يعمل وفق استراتيجية وبرنامج عمل يرتكز بالأساس على إعداد المنتخبات الوطنية للكرة الحديدية وتوسيع قاعدة المجازين والترفيع في عدد الجمعيات الرياضية ودعم التعاون مع الهياكل الرياضية الدولية، وهو ما تم بالفعل إنجازه خلال السنوات العشرة الأخيرة بالخصوص وسيتواصل العمل عليه خلال الفترة النيابية الحالية 2021-2024، لتحقيق التوازن بين اختصاصي الحرة والمقيدة الذي تم الشروع فيه منذ الفترة السابقة والذي أعطي ثماره خاصة بعد تدعيم الإطار الفني للجامعة وتخرج العديد من الفنيين في اختصاصي الحرة والمقيدة من المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بقصر السعيد وتكوين عدد هام من المدربين والفنيين في الإختصاصين، كما تواصل العمل القاعدي في كلا الاختصاصين وفق منهجية التصرف حسب الأهداف من خلال التركيز على الأصناف الشابة والعنصر النسائي وإعداد نخبة وطنية جديدة في الكرة الحديدية الحرة والمقيدة متكونة على أسس فنية دقيقة تكتسب الخبرة اللازمة بصفة تدريجية  من أجل الوصول إلى حصد نتائج هذا العمل المركز على المدى المتوسط مع الحرص على مواصلة تحقيق النتائج الممتازة على المستوى الدولي التي تحصلت عليها منتخباتنا الوطنية بمختلف أصنافها واختصاصاتها خلال الفترة السابقة وتدعيم مشاركة منتخباتنا الوطنية في الدورات الرياضية الدولية سواء في الكرة الحديدية الحرة أو الكرة الحديدية المقيدة للإعداد الجيّد للمنافسات الدولية وبطولات العالم المختلفة والعمل على مزيد تعزيز التعاون وتبادل الوفود الرياضية والخبرات مع الجامعات الوطنية الشقيقة والصديقة والهياكل الرياضية الدولية في الإختصاص.

    كما يتواصل العمل على تدعيم تكوين الإطارات الفنية في الحرة التي تم الشروع فيها منذ 2009 إلى سنة 2020 والتركيز على تكوين الإطارات الفنية في المقيدة بالخصوص إلى غاية سنة 2024 وذلك لمواكبة التطورات الحاصلة في الاختصاصين على المستوى العالمي والعمل على تكوين ورسكلة الحكام والنقاطيين وذلك في إطار توسيع  القاعدة وإعداد جيل جديد من الحكام والمراقبين مع الحرص على تعزيز حضور الحكام الدوليين التونسيين في بطولات العالم القادمة سواء في الكرة الحديدية الحرة أو المقيدة.

    هذا إلى جانب العمل على الترفيع في عدد المجازين في اختصاصي الكرة الحديدة مع التأكيد على مزيد نشر رياضة الكرة الحديدية بكامل تراب الجمهورية وذلك من خلال التشجيع على مزيد بعث جمعيات الكرة الحديدية في الإختصاصين وخاصة منها الجمعيات النسائية والتركيز على تدعيم هذا التوجه بالولايات الداخلية للبلاد وخاصة بالمؤسسات الشبابية المنتشرة بمختلف الجهات مع الحرص على التعاون في ذلك مع الجامعة التونسية للرياضة للجميع ودور الشباب بمختلف جهات البلاد.

    كانت هذه لمحة مختصرة عن الدور الرئيسي للجامعة، أما بخصوص ما ورد من ملاحظات وتعليقات فإن أي شخص يمعن التفكير يتبين وبسهولة تامة أن هذه التعليقات لم تأخذ بعين الإعتبار الوضعية الصحية لجائحة كوفيد-19 التي كان لها إنعكاسات على مختلف الرياضات طيلة السنة الماضية 2020 والسنة الجارية 2021.

    فعدم تشريك الشبان في البطولات الوطنية لم يكن قرارا فرديا من الجامعة بل هو قرار وزاري يخص كافة الرياضات الأخرى أيضا ويدخل في إطار حماية أبنائنا وبناتنا والتخوف من تعرضهم لا قدر الله للإصابة بفيروس كوفيد-19 أي أن الوضع الصحي الصعب هو من أرغم الجميع على إستبعاد الشبان بصورة وقتية وبالتالي فإن الجامعة لا تتحمل عواقب مثل هذه القرارات التي يجب إحترامها والتقيد بها جميعا.

    أما بخصوص عدم توفر الكرات الحديدية، فالجميع يعرف بأن توفير الكرات الحديدية وتوزيعها على النوادي ليس من اختصاص الجامعة، علما وأنه لخصوصية رياضتنا ولمعرفة الجامعة بالوضعية المادية الصعبة لغالبية النوادي والجمعيات، فإن الجامعة كانت تحاول في كل مرة عندما تتاح الفرصة وتتوفر لها بعض العائدات المالية اللازمة، تقوم باقتناء طواقم كرات حديدية وتوزيعها على النوادي أو بيعها بأسوام في المتناول مثلما تم خلال السنوات من 2013 إلى 2019.

    وبخصوص اقتصار الكلام والملاحظات على أبطال الجيل السابق فقط، فإن هذه التعليقات فيها تجاهل للعمل الكبير الذي قامت به الجامعة خلال السنوات الأخيرة والعدد الكبير للتتويجات المتحصل عليها في كلا الإختصاصين نذكر منهم الحصول على أول لقب عالمي في اختصاص الثنائي المختلط والبطولة الإفريقية للحرة أكابر وكبريات والميدالية البرنزية في بطولة العالم أكابر للحرة بكندا، كما لا ننسى التتويجات في اختصاص المقيدة وهو اختصاص ما فتئ يحصد سنويا المزيد من التتويجات الدولية.

    هذا بالإضافة لذلك فإنه أصبح هناك تمثيل للرابطات الجهوية من لاعبين دوليين في مختلف فرقنا الوطنية حيث نجد عددا من رابطة الوسط والساحل وعددا من رابطة الجنوب الشرقي وهو ما كن غائبا في فترة التسعينات أو حتى في بداية الألفية الثالثة.

    كما أن عدد الجمعيات كان في السابق في حدود 40 ناديا فقط ليصبح عدد النوادي في حدود 120 ناديا في بداية 2021 وهي قفزة نوعية في ممارسة رياضة الكرة الحديدية من قبل الشباب والفتيات، الأمر الذي نتج عن هذا التطور المتسارع والكبير لرياضة الكرة الحديدية توسيع قاعدة الفرق الوطنية في مختلف الأصناف وبروز عدة عناصر دولية واعدة أصبحت تفتك مكانتها عن جدارة في مختلف البطولات القارية والدولية وبالتالي لا يجب أن نبقى نبكي على الأطلال ونتذكر فقط فترة التسعينات التي كانت لها أيضا سلبياتها إلى جانب إيجابياتها المعروفة لدى الجميع.

    فالجميع يدرك مدى تطور عمل الجامعة على المستوين الوطني والدولي، وهو ما مكنها من الحصول على لقب أفضل جامعة في العالم في سنة 2016 إلى جانب الحصول على جائزة المشعل الأولمبي في سنة 2018 غير أن العديد يتعمد عن قصد أو ربما عن غير قصد عدم الإعتراف بهذه الإنجازات العظيمة للجامعة طيلة العشرة سنوات الأخيرة 2010-2020.

    وفي الختام نرجو من الجميع أن يكون النقد إيجابيا إذا نجحنا في عملنا وإذا فشلنا فنرجو النصح للإصلاح وليس للإحباط والهدم.